للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبان، وأقام مدّة، وحصل الأنس به، والسماع عليه، وتوجّه إلى بلده في آخر الشهر، فوصل أول رمضان فأقام أياما.

فلما كان يوم الجمعة خامس رمضان/٥٦ أ/المبارك، الرابعة من النهار دخل إلى خزانة الكتب التي في مسجد الحنابلة ليعزل كتبه من كتب الوقف وعنده خادمه الشجاع، فدخل عليه فقير اسمه موسى، ذكر أنّه مصريّ، وهو غير معروف بالبلد، فضربه بعصا على رأسه ضربات، ثم أخرج سكّينا صغيرة فجرحه في رأسه، فاتّقا (١) بيده، فجرحه في يده، ففطن له ومسك بعد ذلك، وحمل إلى متولّي البلد فضرب، فصار يظهر من الاختلال وكلام غير منتظم ولم يعيّن في ذلك شيئا، فحبس بعد الضرب الكثير.

وأمّا الشيخ شرف الدين فإنه حمل إلى داره، وأقبل على أصحابه وتحدّث معهم، وأنشدهم على جاري عوائده، وأتمّ صوم يومه. ووصل خبر ذلك إلى دمشق يوم الأحد سابع الشهر.

ثم وصل الخبر أنه حصلت له حمّى واشتدّ مرضه واحتاج إلى الاحتقان والمداواة.

فلما كان يوم الجمعة ثاني عشر رمضان وصلت بطاقة بوفاته، وأنّ الوفاة كانت يوم الخميس في الساعة الثامنة من النهار، ودفن بباب سطحا في اليوم المذكور، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق صلاة الغائب، رحمه الله تعالى، وتأسّف الناس عليه وعرفوا له هذه الكرامة، وهي موته شهيدا في رمضان ليلة الجمعة عقيب رجوعه من دمشق وإفادته الناس وإسماعه الأحاديث النبوية.

وروى لنا عن جماعة منهم: البهاء عبد الرحمن، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، والإربلي، وجعفر الهمداني، وابن رواحة، وابن الجمّيزي، وابن رواج، والقاضي أبو نصر بن أبي الصقر، وابن صبّاح، ويوسف السامري.

وكان شيخا جليلا، حسن الوجه، بهيّ المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة،


= ج ١ ق ٣/ ٩٢٤، وطبقات الأولياء ٥١٣ رقم ١٧٦، والبداية والنهاية ١٤/ ٢٠، والمنهج الأحمد ٤١٠، ودرّة الأسلاك ١/ورقة ١٥٦، والدرر الكامنة ٣/ ٩٨ رقم ٢٨٥٣، وعقد الجمان (٤) ١٩٩، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٩٨، والدليل الشافي ١/ ٤٧٦ رقم ١٦٥٢، وطبقات الحفّاظ ٥٢٠، والمقصد الأرشد، رقم ٧٥٩، والدر المنضد ٢/ ٤٥٠ رقم ١١٩١، وشذرات الذهب ٦/ ٣، وديوان الإسلام ٤/ ٤٠٩ رقم ٢٢٢٦، ومختصر في ذيل طبقات الحنابلة ٨٩، وموسوعة علماء المسلمين ق ٢ ج ١/ ٦٣ - ٦٦ رقم ٧٦١، ومقدّمة مشيخة شرف الدين اليونيني-بتحقيقنا -طبعة المكتبة العصرية، صيدا-بيروت ١٤٢٣ هـ‍. /٢٠٠٢ م. -ص ٥ - ٤٤.
(١) الصواب: «فاتقى».

<<  <  ج: ص:  >  >>