للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليم القيسي، السويديّ الأصل، الدمشقي، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق.

ودفن بسفح قاسيون.

ومولده في سنة ثلاث وعشرين وستماية بدمشق.

وكان من بقايا المسندين. قرأت عليه «مسند الدارميّ»، والمنتخب من «مسند عبد بن حميد»، و «جزء أبي الجهم»، والثاني من «حديث المخلص»، و «الماية الشريحية»، بسماعه لذلك من ابن اللتّي، و «موطّأ مالك» رواية يحيى بن بكير، بسماعه من مكرم بن أبي الصقر، وكان قد تفرّد به بدمشق.

وروى لنا أيضا عن السخاوي، والقاضي شمس الدين يحيى بن سنيّ الدولة، والمحدّث إسماعيل بن ظفر النابلسي، والقاضي أبي نصر بن الشيرازي، وجدّه مكتوم القيسي، والقاضي نجم الدين ابن راجح الشافعي، وغيرهم. وتفرّد ببعض مسموعاته وبعض شيوخه. وخرّجت له «مشيخة» وحدّث بها غير مرّة.

وذكر لي أنه قرأ على الشيخ علم الدين السخاوي، برواية أبي عمرو، وعاصم، وابن كثير. ومات الشيخ ولم يكمل السبعة، وقرأ على جدّ والدي الشيخ علم الدين الأندلسيّ.

وكان فقيها بالمدارس، ومقرئا بالزويزانية. وذكر لي أنه كان صديقا لجدّي أبي المحاسن (يوسف) (١) /٢٥٤ أ/بن محمد البرزالي إمام مسجد فلوس، وأنه كان يصلّي خلفه المغرب، ويجالسه في العشاء. وحجّ سنة إحدى عشرة وسبعماية، وحدّث بالحرمين وبطريق الحجاز. وانتفع الناس به. وكان حسن الخلق، سهلا في التسميع، محبّا للطلبة.

جلس لنا يوما بالقيمريّة من بكرة إلى العصر، فقرأت عليه فيه «المنتخب من مسند عبد بن حميد»، وكانت له همّة مع كبر السّنّ، يصيّف في البستان، ويحضر إلى الجمعة ويبكّر إليها، ويجلس بعدها إلى العصر في الجامع. وتزوّج في آخر عمره بنت صغيرة بكر (٢)، وكانت هي وأهلها يخدمونه ويكرمونه، ويقومون بأمره على أحسن حال إلى أن مات.


= بوفيات الأعلام ٣٠٢، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٣١ رقم ٢٣٦٨، ومعجم شيوخ الذهبي ١٤٥ رقم ١٨٨، والتذييل على دول الإسلام ٢/ ٢٢٢، ومرآة الجنان ٤/ ٢٥٥، والوافي بالوفيات ٨/ ٢٤٠، وأعيان العصر ١/ ٥٣٢،٥٣٣ رقم ٢٧٨، وذيل التقييد ١/ ٤٧٦ رقم ٩٣٠، والسلوك ج ٢ ق ١/ ٦٦٧، والدرر الكامنة ١/ ٣٨٤،٣٨٥ رقم ٩٨٤، والمنهل الصافي ٢/ ٤٢٩، والدليل الشافي ١/ ١٣٠، وشذرات الذهب ٦/ ١٢٥، والدارس ٢/ ٣٤٧.
(١) كتبت فوق السطر.
(٢) الصواب: «بنتا صغيرة بكرا».

<<  <  ج: ص:  >  >>