للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان إيرنجي أميرا كبيرا، كثير الحرمة والأصالة، وكان جبّارا، ظالما، عسوفا، وكان متسلّم ثغر الروم مدّة، ثم نقل إلى آخر العراق وديار بكر مدّة، ثم بقي مدّة نوينا على عشرة آلاف من غير أن يكون ناظرا في ثغر من الثغور إلى أن قتل.

قال: وأمّا قرمشي فهو ابن اليناخ، وكان أبوه اليناخ نائب الملك في دولة أرغون ابن أبغا، وكان هو مقدّما على عشرة آلاف فارس، وكان متسلّم ثغر بلاد الكرج.

وكان أميرا جبّارا، شجاعا، مسرعا في الأمور، وقحا، طالبا لأتابكية الجيش مكان والده.

وأمّا دقماق فكان أميرا كبيرا، مقدّما عند خربندا، ولم يكن عنده أعزّ منه ولا أقرب ولا أرفع منزلة.

هذا آخر ما أخبرني به الشيخ محمد بن الشيخ أبي بكر القطّان.

فلما كان في أواخر سنة تسع عشرة المذكورة ورد علاء الدين علي بن النجيب (١) التاجر السفّار من المدينة السلطانية، وأخبرني بنحو الذي تقدّم، وقال:

كنت في المدينة المذكورة وجوبان قد تتبّع الأمراء الذين خرجوا عليه، فقبض منهم من أول شهر جمادى الآخرة إلى آخر شوال نحو سبعة (٢) وثلاثين أميرا، فقتلهم وشرّد جموعهم وأخذ أموالهم وصادر عمّالهم وتجّارهم، وكلّ من كان يلوذ بهم، وحصّل من الأموال أضعاف ما راح له.

قال: ونفي إيرنجي ثلاثة أيام مقنّرا ميّتا. قال: وقنّر معه في يومه دقماق وأخواه:

أرس، والأمير بكتوت.

قال: وفي اليوم الثاني/٣٠٩ ب/قنّروا يوسف بكا وأخاه أيضا، والأمير توماي (٣).

قال: وهذا توماي هو الأمير الذي كان متسلّم حماية درب الشام الذي من جهة رأس العين إلى البيرة من جهة سوتاي، وهو الذي قتل جميع القفل الذي مرّ به في شهور سنة (ست) (٤) عشرة وسبع ماية، وخبره مشهور.

قال: وفي اليوم الثالث قتل لدقماق ابنان صغيران يكون عمّر كل واحد منهما بالتقريب نحو سبع سنين.

قال: وكان دقماق مسلما حسن الإسلام، ديّنا، محبّا للعرب، كثير الصدقة، محتشما، رئيسا، عالي الهمّة.


(١) وقع في نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٩ «التخت».
(٢) وقع في نهاية الأرب ٣٢/ ٣٠٠ «ستة».
(٣) وقع في نهاية الأرب ٣٢/ ٣٠٠ «نوماي».
(٤) كتبت فوق السطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>