للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الصلاة وحبس بالقلعة في مسجد، وأحضر النظام بن الحصيري (١) نائب الحنفي وعمل محضر مضمونه: إنّ عند القاضي عزّ الدين وديعة ثمانية آلاف دينار اتصلت إليه من جهة ابن الإسكاف.

ومنع الناس من الدخول إلى زيارته، وسعي لإثبات محضر آخر عليه، يتضمّن:

إنّ عنده وديعة قيمتها خمسة وعشرون ألف دينار، واتّصلت إليه من جهة الصالح إسماعيل بن أسد الدين، ودخل في ذلك ابن السكاكري، والجمال ابن الحموي، وجماعة، وأدخل إلى القاضي وأمر بالعمل في حمل المال. وقيل له: القضيّة الأوّلة (٢) ثبتت، والثانية قد قارب ثبوتها.

ثم تحدّثوا في قضيّة ثالثة، وهي أنّ ناصر الدين ابن نائب السلطنة عزّ الدين الظاهري أودع عنده وديعة، فسئل عنها، فقال: ليس عندي شيء، وإنّما أحضر إليّ شيء من جهته فلم أستودعه، وشهد له بذلك بدر الدين أمير مجلس، وقال: أنا حملتها إليه فلم يستودعها، وأدّى الشهادة فيما يتعلّق بالوديعة المنسوبة إلى الصالح أخي الزاهر الجمالي ابن الحموي، وغيره عند القاضي حسام الدين، ودخل نائب السلطنة حسام الدين لاجين/١٨٢ أ/على القاضي عزّ الدين ليلة السابع من شعبان، وتحدّث معه. وكان السلطان غائبا بالمرج فحضر إلى البلد في سادس عشر شعبان، فتكلّم معه في أمر القاضي، فرسّم بحمله على الشرع، فعقد له مجالس، وحصل عليه تعصّب.

ثم إنّ جماعة من الأمراء وجدوا خلوة من السلطان، فحدّثوه في أمره، فأمر بإطلاقه، فحصر إليه نائب السلطنة حسام الدين لاجين، فخرج من القلعة إلى الجامع وحضر الناس إليه للتهنئة بالسلامة، وذلك يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان، وانتقل من المدرسة العادلية إلى داره بدرب النّقّاشة، وصار يقطع الوقت بالجلوس في المسجد الذي قبالة داره، ويخرج إلى المزارات بالغوطة وإلى زيارة الصالحين من الأحياء والأموات بدمشق. ذلك (٣) عزّر ابن الحموي ومن شهد معه على الدّواب في العشرين من رمضان.

وكان ممّن آذى القاضي عزّ الدين في هذه الأقضية بدر الدين بكتوت المشدّ الأقرعي، وكذلك جماعة في هذا التاريخ من الولاة والكتّاب وأعيان


(١) في ذيل مرآة الزمان: «الحموي».
(٢) هكذا في الأصل. والصواب: «الأولى».
(٣) هكذا في الأصل. وفي نثر الجمان: «ثم عزّر».

<<  <  ج: ص:  >  >>