للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله عينا من رأى ... هلكاً كهلك رجاليه

يا ربَّ باكٍ لي غدا ... في النَّائبات وباكيه

كم غادروا يوم القليـ ... ـب غداة تلك الواعية

من كل غيثٍ في السنين ... إذا الكواكب خاوية

قد كنت أحذر ما أرى ... فاليوم حق حذاريه

قد كنت أحذر ما أرى ... فأنا الغداة مواميه

يا ربَّ قائلةٍ غداً ... يا ويح أمِّ معاوية

قولها لله عينا: هو مثني حذفت نون التثنية للإضافة، وهذه كلمة تقولها العرب إذا عظموا الشيء نسبوا ملكة إلي الله؛ استعظمت هلك رجالها، وهلكاً: مفعول رأى، وهو بضم الهاء وسكون اللام، والقليب هنا: قليب بدر، الواعية في "القاموس" هي الصراخ والصوت، لا الصارخة، ووهم الجوهري، والغيث: المطر، وأطلقته علي رجالها كأنهم يقومون للناس مقام الغيث، والسنة: القحط والجدب، وخوت النجوم: أمحلت، وذلك، إذا سقطت في المغرب ولم تمطر في يومها، وقولها: فأنا الغداة موامية، قال السهيلي في "الروض الأنف": موامية، أي: ذليلة، وهو مؤامية بهمزة ولكنها سهلت فصارت واواً، وهي من لفظ الأمة، تقول: تأميَّت أمةّ، أي: اتخذتها، ويجوز أن يكون نقلوباً من المؤامّة، وهي الموافقة، فيكون الأصل موائمة، ثم قلب فصار موامية، علي وزن مفالعة، وتريد أنها قد ذلت فلا تتأبي، بل توافق العدو علي كره. انتهي. وقولها: يا ربّ قائلة، يجوز أن تكون "يا" هنا للنداء،

<<  <  ج: ص:  >  >>