وأم جحدر هي بنت حسان المرية، كان يشبب بها ابن ميادة، فحلف أبوها ليخرجنها من عشيرته، ولا يزوجها بنجد، فقدم عليه رجل بالشام، فزوجه إياها، فاشتد ذلك على ابن ميادة، فلما خرج بها زوجها نحو بلاده قال هذه القصيدة، وتقدمت ترجمة ابن ميادة في الإنشاد الثامن والستين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد السبعمائة]
على أن جملة "يحسر الماء" من الفعل والفاعل خبر على قوله: "وإنسان عيني". ليس فيها ضمير يربطها بالمبتدأ، وصح هذا لما في الجملة المعطوفة بالفاء من ضمير المبتدأ، فإن فاعل "يبدو" ضمير إنسان، وتقدم من المصنف في الباب الثاني في "الجمل التي لها محل" أن الفاء نزلت الجملتين منزلة جملة واحدة، فاكتفي في الرابط بضمير إحدى الجملتين، فالخبر مجموع الجملتين، كجملتي الشرط والجزاء إذا وقعتا خبراً. نحو:"زيد إن تقم يكرمك" وبه خرج، فقيل: هو على تقدير أداة الشرط، وقدره شارح ديوان ذي الرمة ابن حبيب "إذا"، وقدره غيره "إن"، وهو الصحيح، لأنها أم الباب، فلما حذفت، ارتفع الفعل والجملة الشرطية