للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الخمسمائة]

(٥٩٩) ألفيتا عيناك عند القفا ... أولى فأولى لك ذا واقيه

على أن الألف حرف علامة الاثنين، وعيناك: فاعل ألفيتا، وهو من قصيدة لعمر بن ملقط الطائي، وتقدم شرحها في الإنشاد الثالث والخمسين بعد المائة، وقبله:

يا أوس لو نالتك أرماحنا ... كنت كمن تهوي به الهاوية

ألفيتا عيناك ... البيت

وأوس: هو ابن حارثة بن لأم الطائي، وهو جاهلي كقائل الشعر، وتهوي: تقع من فوق إلى أسفل، والهاوية: المهواة، وهو موضع الهوى، وقوله: ألفيتا، أي وجدتا، وأولى: كلمة تهديد بمعنى: وليك الشر، أي: قرب منك، مبتدأ، ولك: خبره، وحذف خبر أولى الثانية للدليل، وكرر للتوكيد، والجملة معترضة بين صاحب الحال والحال، فإن ذا واقية حال من الكاف، وصح مجيء الحال من المضاف إليه، لكون المضاف جزءاً من المضاف إليه، والواقية: مصدر بمعنى الوقاية كالكاذبة بمعنى الكذب، يصفه بالهروب يقول: أنت ذو وقاية من عينيك عند فرارك تحترس بهما، ولكثرة تلفتك إلى خلفك حينئذ، صارت عيناك كأنهما في قفاك، وهذا البيت في موضع التعليل لعدم نيل الرماح إياه.

وأنشد بعده:

وقد أسلماه مبعد وحميم

وتقدم شرحه قريباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>