" كان " في هذا البيت عند البصريين إما شأنيه وإما زائدة، فيكون عطية في الأول مبتدأ، وعودا فعل ماض، وألفه للاطلاق، وفاعله ضمير عطية، ومفعوله إياهم، والأصل عودهم، فلما تقدم انفصل، وجملة "عودهم " خبر المبتدأ، وجملة عطية عودهم في محل نصب خبر كان، واسمها ضمير الشأن.
وقال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم ": ويجوز أن يكون اسم كان ضميرا مستترا فيها عائدا على "ما" الموصولة، أي: بسبب الأمر الذي كان هو عطية عودهم إياه، وجملة:" عطية عودهم" خبر كان، وحذف العائد، لأنه ضمير منصوب، ويجوز أيضا أن يكون عطية اسم كان، وتقديم معمول الخبر للضرورة، وهذا الجواب عندي أولى لاطراده في نحو قوله:
باتت فؤادي ذات الخال سالبة فالعيش إن حم لي عيش من العجب
إذ الأصل: باتت ذات الخال سالبة فؤادي، ولا يجوز تقدير ذات مبتدأ لنصب سالبة، واعترض على هذه الأوجه بأن الخبر الفعلي لا يسبق المبتدأ، فكذا معموله، والجواب أن المانع من تقديم الفعل خشية التباس الاسمية بالفعلية، وذلك مأمون مع تقدم المعمول. انتهى.