أحببت أن تقيم عندنا أقمت فأسنينا فريضتكـ فقال: أختار صحبة الأمير، ففرض له ولجماعة أهل بيته.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد المائتين]
(٢١٦) يا ربَّ قائلةٍ غداً ... يا لهف أمِّ معاوية
لما تقدَّم قبله، فإن "قائلة" مستقبل لعمله في الظرف المستقبل، وفيه أن الخلاف في جواز الاستقبال إنما هو جواب ربَّ، وأمَّا "قائلة" فهو وصف لمجرور ربَّ المقدر، تقديره: يا ربّ امرأة قائلة غداً، وهذا جائز كما تقدم عن ابن السراج وابن مالك وأبي حيان، وكأن ناظر الجيش لم يفرق بين جوابها ووصف مجرورها، فإنه قال: وأما مضي ما يتعلق به فهو المشهور، وهو مذهب المبرد والفارسي، واختاره ابن عصفور، ولهذا تأول النجاة (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)[الحجر/ ٢] بأن المعني: ربَّما ودَّ، وأنه عبَّر عن المستقبل بالماضي، لكونه متحقق الوقوع، ولكن قد عرفت أن المصنف لم يلتزم ذلك، وأنه أجاز كون العامل مستقبلاً، وذكر الأدلة علي ذلك، علي أن الشيخ، يعني: أبا حيان، قال في "الأدلة": إنها تحتمل كذا، قاصداً إبطال ما ذهب إليه المصنف، ولكنها احتمالات ضعيفة، والذي يظهر أن الحق ما اختاره المصنف، هذا كلامه. والبيت آخر أبيات لهند بنت عتبة بن ربيعة، رثت بها أباها وعمَّها شيبة، وأخاها الوليد، وقتلوا يوم بدر، أوردها لها ابن هشام في "السيرة" عن ابن إسحاق وقال: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند ابنة عتبة وهي: