للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي لا تنبت شيئًا، وقيل: السهلة المستوية، والسؤال عنها هنا سؤال استفهام، أي: ألم تسأل الربع عن أهله. وقد أوردنا أكثر من هذا في الشاهد الثالث والستين بعد الستمائة من "شواهد الرضي" وتقدمت ترجمة جميل في الإنشاد الثالث والثلاثين.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين]

الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه ... إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلمه

زلَّت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه

على أنَّ الفاء للاستئناف. قال سيبويه: أي: فإذا هو يعجمه. وقال الأعلم: الشاهد فيه رفع "فيعجمه" لأنَّ المعنى: فإذا هو يعجمه، ولا يجوز نصبه [على أن] لفساد المعنى، لأنه لا يريد إعجامه. ومذهب الفراء في هذه المسألة مثل مذهب البصريين، قال في تفسير سورة إبراهيم [الآية/ ٤] قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلاَّ بلسان قومه ليبيِّن لهم} يقول: ليفهمهم وتلزمهم الحجة، ثمَّ قال: {فيضلُّ الله من يشاء} فرفع، لأنَّ النيَّة فيه الاستئناف لا العطف على ما قبله. ومثله: {لنبيِّن لكم ونقرُّ في الأرحام ما نشاء} [الحج/ ٥] ومثله في براءة: [الآية/ ١٤] {قاتلوهم يعذِّبهم الله بأيديكم} ثمَّ قال بعد: {ويتوب الله على من يشاء} فإذا رأيت الفعل منصوبًا، وبعده فعل قد نسِّق عليه بواو أو "فاء" أو "ثم" أو "أو"، فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نستقه عليه، وإن رأيته غير مشاكل معناه استأنفته فرفعته، فمن المنقطع ما أخبرتك به، ومثله قوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الَّذين يتَّبعون

<<  <  ج: ص:  >  >>