للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يصب الدماميني في قوله: أنشد الجوهري هذا البيت شاهدًا على أنه يقال: أرنت بمعنى صاحت، فكان ينبغي للمصنف أن يقول: من الإرنان، لأن الفعل هنا رباعي. هذا كلامه. ولم يكتب ابن بري في "أمياله" ولا الصفدي في حاشيته على "الصحاح" شيئًا.

وقال يوسف بن أبي سعيد السيرافي في شرح أبيات "إصلاح المنطق": أخال: أظن، ويجوز كسر الهمزة في أولها وفتحها. وترني: من الرنين، وهو الصوت، يقال: أرن يرن إرنانًا: إذا صوت، والإرنان: صوت مع توجع، يقول لها: أظن أني إن هلكت لم تبكي علي ولم تتوجعي، يزعم أنها تبغضه. انتهى. وقال التبريزي في "تنقيح إصلاح المنطق" وشرح أبياته في ضمن تنقيحة، وحذف مكرره: أنشد الأصمعي لمنظور بن مرئد الأسدي: عمدًا فعلت ذاك .. الخ، يعني: تعطفها عليه، يقول لها: أظن أني إن هلكت لم تنوحي علي، ونقل كلام ابن السيرافي برمته، وكذا رأيته منسوبًا في هامش نسخة "الصحاح" بخط ياقوت.

وهما بيتان من مشطور السريع لا ضميمة لهما، وبينّ منشأهما الصاغاني، قال في "العباب": سافر رجل، فلما رجع في أصحابه تأخر عنهم ليعلم وجد امرأته به وحاله عندها، فوجدها قد حزنت، فقال: عمدًا فعلت .. الخ. وعلى هذا فالتاء من "فعلت" مضمومة، والكاف من ذاك يجوز فتحها وكسرها، كما قاله أبو عبيد، وكلهم روى: "أخال" بدل "أخاف" وقال الصاغاني في "العباب": منظور ابن حبَّة: راجز من بني أسد، وحبة أمة، واسم أبيه مرئد بن فروة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجون بن طريف بن عمرو بن قعين. انتهى. وقعين: هو الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

[وأنشد في "بله" وهو الإنشاد السبعون بعد المائة]

(١٧٠) تذر الجماجم ضاحيًا هاماتها ... بله الأكفُّ كأنَّها لم تخلق

<<  <  ج: ص:  >  >>