والبيت نسبه ابن عبد ربه في "العقد الفريد" إلى سابق البربري، وكذا نسبه إليه صاحب كتاب "التفسح في اللغة" وهو: أبو سعيد سابق بن عبد الله، له أشعار لطيفة في الزهد، وهو من موالي بني أمية، سكن الرَّقة، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وله معه حكايات لطيفة، وروى عنه مكحول وغيره. والبربري نسبة إلى البربر، وهي بلاد كثيرة من المغرب، قال ابن الأثير في "الأنساب": الصحيح أنَّ سابقًا البربري ليس منسوبًا إلى البربر، وإنما هو لقب له.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة]
(٣٥٢) فإن يكن الموت أفناهم ... فللموت ما تلد الوالده
لما تقدَّم قبله. وهو من أبيات أوردها ابن الأعرابي في "نوادره" لنهيكة بن الحارث المازني، من مازن فزارة، وهي:
لا يبعد الله ربُّ العبا ... د والملح ما ولدت خالده
هم المطعمو الضَّيف شحم السّنا ... م والقاتلو اللّيلة البارده
هم يكسرون صدور الرَّما ... ح في الخيل تطرد أو طارده
يذكَّرني حسن آلائهم ... تفجُّع ثكلانةٍ فاقده
فإن يكن القتل أفناهم ... فللموت ما تلد الوالده
انتهى. وعزاه المفضل بن سلمة في كتاب "الفاخر" لشتيم بن خويلد الفزاراي، وقال: الملح هنا البركة، يقال: اللهمّ لا تبارك فيه، ولا تملحه، وكلاهما جاهليان. وقال أبو الوليد الوقشي فيما على "كامل المبرد" على هذا البيت: