للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: إذا استنزلوا .. الخ، قال الأصمعي: يضيق المكان على الدابة، فينزل فيقاتل راجلًا. وقال أيضًا مرة أخرى: إذا ألح عليهم بالطعن وغشوا، نزلوا فأرقلوا بالسيوف، أي: عدوا وركضوا. والمصاعب: مع مصعب، وهو الفحل الذي لم يمسسه حملٌ قط، وإنما يقتني للفحلة، وهو القرم والمقرم أيضًا.

وترجمة النابغة الذبياني تقدمت في الإنشاد الثالث والعشرين.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد المائة]

(١٦٩) عمدًا فعلت ذاك بيد أنّي ... أخاف لو هلكت لم ترنِّي

على أن أبا عبيدة قال: بيد فيه بمعنى من أجل. قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابة "غريب الحديث" في حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم" قال الكسائي: قوله بيد، يعني: أنا أوتينا الكتاب من بعدهم، فمعنى بيد [معنى] غير بعينها، وقال الأموي: بيد معناها: على، وأنشدنا لرجل يخاطب امرأة: عمدًا فعلت ذاك بيد أنِّي ... أخاف لو هلكت لم ترني

وقال أبو عبيد: من فتح ذاك جعله اسمًا، ومن كسره جعله مخاطبه المؤنث وقوله: ترني، من الرنين، يقول: على أني أخاف ذاك. قال أبو عبيد: وفيه لغة أخرى "ميد" بالميم، والعرب تفعل هذا، تدخل الميم على الباء، والباء على الميم، كقولهم: أغمطت عليه الحمّى، وأغبطت، وقولهم: سبَّد رأسه وسمّده، وهذا كثير في الكلام. قال أبو عبيد: وأخبرنا بعض الشاميين أن النبي صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>