فمر شخص سمعه وهو ينشد هذه الأبيات، فقال له: أتعرف هذه الأبيات لمن هي؟ فقال: لا، فقال: هذه الدار لصاحب هذه الأبيات، وهو الشريف الرضي، فتعجبا من حسن الاتفاق. انتهى.
وفي معنى الشعر الشاهد قول الشريف الرضي أيضًا:
غيري أضلَّكم فلم أنا أناشد ... وسواي أفقدكم فلم أنا واجد
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد المائة]
(١٢١) هل ترجعينَّ ليال قد مضين لنا ... والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
على أن الجملة المضاف إليها "إذ" قد حذف عجزها، التقدير: إذ ذاك كذلك، وهو أول أبيات ثلاثة أنشدها أبو زيد في "كتاب الهمز" وفي "النوادر" وقال في كتاب "الهمز": وأنشدني شيخ أعرابي من بني تميم لنفسه:
هل ترجعينَّ ليال قد مضين لنا ... والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
إذ نحن في غرَّة الدنيا وبهجتها ... والدار جامعة أزمان أزمانا
لمّا استمرَّ بها شيحان مبتجح ... بالبين عنك بما يرآك شنآنا