للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبتنا بين ذاك وبين مسك ... فيا عجبا لعيش لو يدوم

وفينا مسمعات عند شرب ... وغزلان يعد لها الحميم

قوله: بين ذاك، قال ابو الفضل الطبرسي في شرحه للحماسة، إشارة إلى ما وصفه من الحصب وطيب العيش والترفه والتعطروالتمتع فيا عجبا! إنما تعجب من استمرار الوقت بمثل العيش الذي وصف، وكيف سمح الزمان به، والمسمعات: المغنيات، والسماع الغناء، والحميم: الماء المغلي يسمط به الغزلان، يريد: أنا صدنا فأغلينا الماء للصيد، ويريد بالحفر: القبور، أي: آخر أمر ذي المال، والعديم وهو من لا شيء له، الموت، والصفاح: الحجارة العراض. انتهى كلامه. ونطوف، بالتشديد للتكثير في الفعل، وما مصدرية زمانية، أي نطوف مدة تطوافنا، وقوله: إلى حفر متعلق بنأوي، وفيه العيب المسمى بالتضمين، وهو أن يتوقف معنى البيت الأول عن الثاني، والحفر: جمع حفرة، وأراد بها حفرة القبر، وجوف: جمع أجوف، بمعنى ذي جوف، والصفاح بصم الصاد وتشديد الفاء: الحجر العريض، وصف الحفر بأنها جوف الأافل لحدودها، وأن أعليها نصبت عليها الحجارة العراض كالسقوف بها، وهي دائمة على هذه الصفة.

[وانشد بعده، وهو الانشاد الثالث عشر بعد الثمانمائة]

(٨١٣) ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا

على أن الكوفيين استدلوا به على جواز تقدم الفاعل، قالوا: إن مشيها روي مرفوعا، ولا جائز أن يكون مبتدئا إذ لا خبر له غي اللفظ إلا وثيدا، وهو منصوب

<<  <  ج: ص:  >  >>