فلا قدرت عليك يد اللَّيالي ... ولا وجدت إليك لها سبيلا
وقد جاء في بيت للشمّاخ ما هو أنفر من هذا، وهو قوله:
وكنت إذا لاقيتها كان سرُّنا ... لنا بيننا مثل الشِّواء الملهوج
المعنى غير مفتقر إلى قوله: لنا بيننا، والملهوج من الشواء: الذي فيه نيوءة، فأما موضع قوله: لها، فإنه وصف في المعنى لسبلًا، فالأصل: سبلًا كائنة لها، فلما قدمه صار حالًا من سبل، ومثله قوله: إلى أرواحنا، الأصل: سبلًا مسلوكة إلى أرواحنا، فلما قدم بطلت الوصفية فيه، وحكم بأنه حال. هذا آخر كلام ابن الشجري. وأشار بترك ذكر تعلق "لها" بوجدت إلى ما يرد عليه من تعدي فعل الظاهر إلى ضميرهالمتصل، كما ذكره المصنف. والبيت من قصيدة للمتني مدح بها سعيد بن عبد الله بن الحسين الكلابي ومطلعها:
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا ... والبين جار على ضعفي وما عدلا
وتقدَّم شرحه في الإنشاد التاسع من أوَّل الكتاب مع ترجمته.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الثلاثمائة]
(٣٦٨) فلا تستطل منِّي بقائي ومدَّتي ... ولكن يكن للخير منك نصيب
على أنَّ اللام الجازمة محذوفة تقديرها: ولكن ليكن وأورده الفراء في "تفسيره"