[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الستمائة]
(٦٦٢) بآية ما يحبون الطعاما
على أن "ما" فيه عند أبي الفتح مصدرية، وتقدم النقل عن سيبويه أن "ما" زائدة، وأية مضافة إلى الجملة، قال الأعلم: الشاهد فيه إضافة "آية" إلى "تحبون" وما: زائدة للتوكيد، ويجوز أن تكون مع الفعل بتأويل المصدر كإضافتها إلى سائر الأسماء. انتهى. ومفعول مبلغ: محذوف، أي: رسالة، كأنه لما قال: من مبلغ تميماً عني رسالة؛ قيل له: بأي علامة يعرفون؟ فقال: بعلامة حبهم الطعام، وحرصهم عليه، يريد: إذا رأيت قوماً يحبون الطعام، فاعلم أنهم تميم، فبلغهم رسالتي، وروى صدره المبرد في "الكامل" كذا:
ألا أبلغ لديك بني تميم
وقال ابن السيد، فيما كتبه على "الكامل": هذا من الغلط، وإنما الرواية:
ألا أبلغ لديك بني تميم ... بأية ما بهم حب الطعام
وبعده:
أجارتها أسيد ثم أودت ... بذات الضرع منها والسنام
وليس أبو العباس المبرد بأول من غلط فيه من الفحول النحويين. انتهى.
والشعر ليزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي، وسبب هجوه بني تميم أن بني عوف ابن عمرو بن كلاب جاور بني أسيد بن عمرو بن تميم، فأجلوهم عن مواضعهم، فقال يزيد هذا الشعر، وفي "أيام العرب" لأبي عبيدة: نزل يزيد بن الصعق قريباً من بني أسيد بن عمرو بن تميم، واستجارهم لإبله، فأجاروه، ثم أغار عليه ناس منهم، فذهبوا بها، فقال يزيد هذين البيتين. انتهى.