للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد السبعمائة]

(٧٦٨) فأول راض سنة من يسيرها

صدره:

فلا تجز عن من سنة أنت سرتها

على أن أبا علي زعم أن سار متعد بنفسه، فالتضعيف في سيرته ليس للتعدية، قال المصنف: وفيه نظر لأن "سرته" قليل، و "سيرته" كثير. أقول: مثل هذا إنما يقبل ما ينقل علماء اللغة عن العرب، وأما كون أحد المترادفين قليل الاستعمال، فلا يضر في الترادف، ومثله موجود كثير، قال الصاغاني في "العباب": وسارت الدابة، وسارها صاحبها يتعدى ولا يتعدى، وانشد هذا البيت وهو من قصيدة لخالد بن زهير الهذلي مطلعها:

لا يبعدن الله حلمك إذ غزا ... فسافر والأحلام جم عثورها

قال أبو سعيد السكري: يقول أبي ذؤيب: قد سافر حلمك عنك، فلا أبعده الله.

وكنت إماماً للعشيرة تنتهي ... إليك إذا ضاقت بأمر صدورها

يقول: كنت إماماً للعشيرة قبل أن أن يذهب عقلك.

لعلك إما أم عمرو تبدلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها

الاستخارة: الاستنطاق، يقول: لعلك إن أم عمرو تبدلت خليلاً، تشتمني أنت لتستميلها بشتمك إياي، وتستخيرها: تدعوها إلى شتمي طمعاً أن ترجع إليك.

فلا تجز عن من سنة قد أرتها ... وأول راض سنة من يسيرها

هكذا في نسخي من "أشعار الهذليين" وفي نسخة قديمة صحيحة ليس في الصحة فوقها نسخة، وهي بخط أبي بكر القالي، وعليها خط أحمد بن فارس صاحب "مجمل اللغة".

<<  <  ج: ص:  >  >>