الممدوح، ولهم ضمير الغيبة، فظهر مما ذكر أنَّ البيت قد رُوي في كتب النحو على خلاف الرواية الصحيحة. وترجمة الأعشى قد تقدمت في الإنشاد التاسع عشر بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الأربعمائة]
على أنَّ لن مع منصوبها قد تقع جوابًا للقسم بقلة كما هنا، وهو أول أبيات خمسة لأبي طالب عم النّبي صلى الله عليه وسلم. قالها لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، لما أخافته قريش، وبعده:
وعَرَضْتَ دينا قدْ علمتُ بأنه ... من خير أديان البرية دينَا
لولا الملامة أو حذارِي سُبَّةً ... لوجدتني سمْحًا بذاكَ ضَنِيَا
كذا في ديوانه، وأوسد بالبناء للمفعول بمعنى: أوضع، وقوله: فانفذ من نفذ في الأمر: إذا مضى فيه، ورُوي: فاصدع بأمرك، أي: أظهره، وتكلم به جهارًا، والغضاضة: النقيصة والعيبُ، لأنه يغضّ منه البصر احتقارًا. وقوله: فكفى بذا، أي: بمجموع ما ذكر من عدم الوصول، والصدع بالأمر، وعدم الغضاضة. وروي بدله:
وابْشِرْ بذاكَ وقرَّ منهُ عيُونا
قر منه، أي: من أجله عينًا، ومجيء التمييز جمعًا شاذ، وقر: أمرُ "قررتُ به عينًا" أقر بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع. والمصدر القرة، والقرور بضمها قال المرزوقي في شرح "فصيح ثعلب": قولهم أقر الله عينك معناه: لا أبكاك فتسخن بالدمع عينك، فكأنه قال: سرّك الله، ويجوز أن يكون معناه: صادفت