(٢١٣) ربَّما ضربةٍ بسيف صقيلٍ ... بين بصرى وطعنةٍ نجلاء
علي أنَّ "رب" عاملة في "ضربة" الجر، مع زيادة "ما" بعدها.
والبيت أول أبيات أوردها الأعلم والشريف في "حماستيها" لعدي ابن الرعلاء الغساني، وبعده:
غموسٍ تضلُّ فيها يد الآ ... سي ويعيا طبيبها بالدَّواءِ
رفعوا راية الذِّراب وأعلوا ... لا يذودون سامر الملحاءِ
فصبرنا النفوس للطِّعن حتَّى ... جرت الخيل بيننا في الدِّماءِ
ليس من مات مات فاستراح بميتٍ ... إنِّما الميت ميِّت الأحياءِ
إنَّما الميت من يعيش كئيباً ... كاسفاً باله قليل الرخاء
وقوله: ربَّما ضربه .. الخ، ربَّما هنا للتكثير، وبسيف: متعلق بضربة، وبين بصرى، أي: بين أماكنها، وبصرى، بضم الموحدة والقصر: بلد قرب الشام، وهي كرسي حوران، كان يقوم فيها سوق للجاهلية، وروى الشريف:"دون بصرى" ودون بمعني قبل أو خلف أو عند، وطعنه: معطوفه علي سيف، ونجلاء: صفة طعنه، وجرها بالكسرة للضرورة، والنجلاء: الواسعة، مدح رجال بصرى بالشجاعة، ونساءها بالحسن والملاحة.
وقوله: وغموس: معطوف علي نجلاء، يقال: طعنه غموس: نافذة، وجملة تضل .. الخ: صفة كاشفة لغموس، أشار به إلي سعة الطعنة وبعد غورها،