للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسر الباء الثانية، على أنه جمع منسوب حذفت منه ياء النسبة. وقد استقصينا الكلام على هذا الشعر وما قيل فيه من الشاهد الثالث بعد الأربعمائة من شواهد الرّضي. وحميد الأرقط من رجَاز الدولة الأموية، ولقب الأرقط لآثار كانت في وجهه، وهو تميمي، وهو من بني ربيعة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد المائتين]

(٢٨٢) إذ ذهب القوم الكرام ليسي

وصدره:

عددت قومي كعديد الطيس

على أنَّ حذف نون الوقاية من ليسي لضرورة الشعر: قال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم": والذي سهّل ذلك مع الضرورة أمور:

أحدها: أنَّ الفعل الجامد يشبه الأسماء فجاء ليسي، كما تقول: غلامي وأخي، ومن ثمَّ جاز: إنَّ زيدًا ليسي يقوم، كما جاز: لقائم، ولا يجوز: إنَّ زيدًا لقام، وجاز أيضًا: {وأن ليس للإنسان إلاَّ ما سعى} [النجم / ٣٩]. كما جاز "علمت أن زيدًا قائم" ولا يجوز "علمت أن قام ولا أن يقوم".

والثاني: أن ليس هنا للاستثناء، فحق الضمير بعدها الانفصال، وإنما وصله للضرورة، كقول الآخر:

أن لا يجاورنا إلاَّ ك ديَّار

والنون ممتنعة مع الفصل، فتركها مع الوصل التفاتا إلى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>