للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل، والياء ضمير متكلم، وحذفت نون الوقاية ضرورة، كما حذفت في:

إذ ذهب القوم الكرام ليسي

وأنه اسم فعل، ولكن الياء ليست ضميرا، إنما لحقت لإطلاق القافية، وإن قد اسم مرادف لحسب، وأضيف إلى الياء، وهي ياء المتكلم، كما يضاف حسب، قال: وكان ذلك على جهة التوكيد لـ "قد" في الأول، لأنهما يؤولان من حيث المعنى إلى معنى واحد. انتهى. ثمَّ قول المصنف: والمستعملة اسم فعل: مرادف ليكفي، ومخالف لقول ابن مالك: تكون اسمًا لكفى، ومخالف لقول ابنه: فإذا كانت اسمًا فهي على ضربين، أحدهما: أن تكون اسم فعل ماض بمعنى كفى، فكان ينبغي أن يقول مثلهما، فإنَّ مجيء اسم الفعل بمعنى المضارع غير متفق عليه. وقال سيبويه: قد جاء في الشعر قدي، قال الشاعر:

قدني من نصر الحبيبين قدي

لما اضطر شبهه بحسبي وهني، لأنَّ ما بعد حسب وهن مجرور. انتهى. ورد عليه ابن مالك في "شرح التسهيل" وقال: إنه جائز في الكلام الفصيح. وقال الجوهري: فأمّا قولهم: قدك، بمعنى حسبك، فهو اسم، تقول: "قدي وقدني" أيضًا، بالنون على غير قياس، لأنَّ هذه النون إنما تزاد في الأفعال وقاية لها، مثل: ضربني، ثمَّ أنشد هذا البيت. وردَّ عليه ابن بري في "أماليه على الصحاح" بأن الأمر بعكس ما قال، وأن قدني هو الأصل، وقد حذفت النون منه للضرورة، والبيت لحميد الأرقط. انتهى وتبعه الصفدي في كتابه "نفوذ السهم". وروى الحبيبين بلفظ التثنية، قالوا: أراد عبد الله بن الزبير، وابنه خبيب التصغير، ورواه أبو زيد

<<  <  ج: ص:  >  >>