[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الأربعمائة]
لو بغيرِ الماء حلقي شرقٌ ... كنتُ كالغصانِ بالماءِ اعتصاري
على أنَّ لو دخلت في الظاهر على جملة اسمية، واختلف في التخريج أحدها لابن جني قال: وضعت الاسمية موضع الفعلية شذوذًا والباء متعلقة بشرق الواقع خبرًا لحلقي، ثانيها لأبي علي قال في "الإيضاح الشعري": موضع "حلقي" رفع بأنه فاعل، والرافع له فعل مضمر يفسره شرق، كأنه قال: لو شرق حلقي بغير الماء، ولا يكون "شرق" خبر حلقي، هذا الظاهر، لأن ما بعد "لو" لا يكون مبتدأ كما أن ما بعد "إن" وما بعد "إذا" لا يكون كذلك، فإذا لم يجز أن تجعله خبر حلقي، وجب أن تضمر له مبتدأ، والتقدير: هو شرق، فيكون "هو شرق" بمنزلة شرق تفسيرًا للفعل المضمر بعد "لو" ويكون ذلك بمنزلة ما يحمل على المعنى، ألا ترى أن: هو شرق، بمنزلة شرق في المعنى؟ وقوله: بغير الماء يتعلق بالجار فيه بالفعل الواقع لحلقي، وهو اسهل من تعلقه بشرق هذا الظاهر وإن لم تقدر هذا المضمر، لزم أن يكون لو قد ابتدأ بعدها الاسم، فإذا ثبت في هذا الموضع إضمار الفعل، فحكم سائر ما أشبهه مثله. انتهى باختصار. وقال أبو حيان: وذهب أبو الحسن بن خروف إلى إضمار كان الشأنية بعد "لو" والجملة الاسمية في محل نصب خبر كان، وقوله: بالماء اعتصاري، الجار والمجرور خبر مقدم، وما بعده مبتدأ مؤخر، قال أبو علي: موضع الجملة نصب بأنه خبر كنت، والعائد إلى الاسم الياء في اعتصاري، و"كالغصان" في موضع حال، والعامل فيه "كنت" ولا يكون الخبر، لأن الحال إذا تقدمت لم يعمل فيها معنى الفعل كما يعمل في الظرف إذا تقدمه، وزعم العيني أن قوله:"كالغصان" خبر كنت، ولم يذكر موقع الجملة بعده من الإعراب، ومما قاله أبو علي هو الذي يقتضيه المعنى. وشرق فلان بريقه أو بالماء من باب تعب: إذا غص به، ولم يقدر على بلغه، والغصان