للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الستمائة]

(٦٢١) وإني لرام نظرة قبل التي ... لعلي وإن شطت نواها أزورها

على أن جملة "وإن شطت نواها" معترضة بين لعلي وخبرها، والصلة محذوفة، والتقدير: التي أقول لعلي .. ألخ. وهو قول أبي علي في "التذكرة القصرية" قال بعد إنشاد للفرزدق أو غيره: هذا لى غير الظاهر، وتأويله: الحكاية، كأنه قال: التي أقول فيها هذا القول، وإضمار القول شائع كثير، والحكاية مستعملة إذا كان عليها دليل، والدلالة هنا قائمة، وهي أن الصلة إيضاح، وما عدا الخبر لا يوضح. انتهى.

وزاد في "إيضاح الشعر" وجهاً آخر، قال فيه: جاء الصلة غير الخبر، والصلة لا تكون إلا خبراً، كما أن الصفة كذلك، فإن قلت: فقد جاء من الموصولة ما وصل بغير الخبر، نحو قولهم: كتبت إليه: بأن قم، أن قم، فإن ذلك، وإن جاء في "أن" لا يستقيم في "الذي" ونحوه من الأسماء؛ لأن "الذي" يقتضي الإيضاح بصلته، وليست "أن" كذلك، ألا ترى أنها حرف، وأنه لا يرجع إليها ذكر من الصلة، وهذا وإن جاء في هذا البيت، فإن النحويين يجعلون "لعل" كـ "ليت" في أن الفاء لا تدخل على خبرها، فلا يجيزون: لعل الذي في الدار فمنطلق، كما لا يجيزون ذلك في "ليت". فإن قلت: احمل "لعل" على المعنى؛ لأنه طمع [فكأنه قال: أطمع] في زيارتها. قيل لك: فصله أيضاً بـ "ليت" وقل المعنى الذي أتمنى وصله بالاستفهام والنداء وجميع ما لم يكن خبراً، وقل المعنى الذي أنادي

<<  <  ج: ص:  >  >>