للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأورد أبو عبيد البكري هذا الرجز في جزيرة العرب من أول كتاب "معجم ما استعجم" لهند بنت بياضة لا غير، قال: إن إياداً خالطوا أهل الجزيرة، وكثروا حتى صاروا كالليل، كانت تغير على من يليها من أهل البوادي، وتغزو مع ملوك نصر المغازي، حتى أصابوا امرأة من أشراف الأعاجم كانت عروساً، قد أهديت إلى زوجها، وولي ذلك منها بعض سفهائهم وأحداثهم، فسار إليهم من كان يليهم من الأعاجم، فانحازت إياد إلى الفرات، وجعلوا يعبرون إبلهم في القراقير، فتبعتهم الأعاجم، ورأس القوم يومئذ بياضة بن رياح بن طارق الإيادي، فلما التقى الناس، قالت هند بنت بياضة:

نحن بنات طارق

إلى آخر الشعر، فهزمت إياد الأعاجم آخر النهار، وذلك بشاطئ الفرات الغربي، وقتلت ذلك الجيش، فلم يفلت منهم إلا الشريد، وجمعوا جماجمهم، فجعلوها كالكوم، فسمي ذلك الموضع "دير الجماجم". انتهى.

وهذا الرجز رويه ساكن، وهو من منهوك الجرز، ومن زعم أنه لهند بنت عتبة اضطر أن يؤول طارقاً؛ لأنه ليس من أسماء آبائها، فقالوا: الطارق: النجم، وتوسعوا فيه، حتى سمي السيد المضيء كضوء النجم طارقاً، وما أشبه هذا، والنمارق: جمع نمرقة، مثلثة النون، وهي الوسادة الصغيرة، والطنفسة فوق الرحل، والمفارق: جمع مفرق، كمقعد ومجلس، وسط الرأس، والمخانق: جمع مخنقة، كمكنسة، وهي القلادة، والوامق: المحب.

وهند بنت بياضة جاهلية.

وهند بنت عتبة هي أم معاوية، أسلمت عام الفتح، وتقدم ذكرها في الإنشاد السادس عشر بعد المائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>