وإذا شربت فإنَّني مستهلكٌ ... مالي وعرضي وافرٌ لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصِّر عن ندىً ... وكما علمت شمائلي وتكرُّمي
وكان عنترة شهد حرب داحس والغبراء، وحسن فيها بلاؤه، وحمدت مشاهده، قال أبو عبيدة: إنَّ عنترة بعد ما تأوَّت عبس إلى غطفان بعد يوم جبلة وحمل الدماء احتاج، وكان صاحب غارات، فكبر وعجز عنها، وكان له بكر على رجل من غطفان، فخرج نحوه يتجازاه، فهاجت ريح حارَّة، وهو بين شرجٍ وناظرة، فأصابت الشيخ فهرأته، فوجد بينهما ميتًا، وهو قتل ضمضمًا المرّى أبا حصين بن ضمضم، وهرم [بن ضمضم] في حرب داحس والغبراء، ولذلك قال:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحزب دائرةٌ على ابني ضمضم
إلى هنا كلام ابن قتيبة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد المائتين]
(٢٧٨) ويركب يوم الرَّوع منَّا فوارسٌ ... بصيرون في طعن الأباهر والكلي
على أنَّ "في" بمعنى الباء، قال أبو حيَّان: هذا أيضًا مذهب كوفي، وتبعهم القتبيّ وهذا المصنف واستدلوا على ذلك بقول زيد الخيل: ويركب يوم الروع ... البيت، أي: بطعن الأباهر، وقول الآخر: