قد تبعه ابن قتيبة، وابن السكيت، وإني لأعجب من إنكار التشديد في هذه اللفظة، لأنه لا خلاف بين اللغويين في أنه يقال: شجوت الرجل أشجوه: إذا حزنته، وشجي هو يشجي شجوًا: إذا حزن، فإذا قلنا: شج، بالتخفيف كان اسمَ الفاعل من شجي يشجى، وإذا قلنا: شجيّ، بالتشديد، كان اسم المفعول من شجوته أشجوه، فهو مشجو وشجي، كقولك: مقتول وقتيل، قال أبو الأسود الدؤلي:
ويل الشجي من الخلي فإنه ... البيت.
وقال أبو داود:
ولنفس بما عراها شجيه
وناهيك بما، فقد طابق اسلماع القياس كما ترى. انتهى. وكذلك رد عليه الإمام المرزوقي وغيره من الشراح.
وأنشد بعده:
ولا سيما يوم بدارة جلجل
وتقدم شرحه في الإنشاد الثامن عشر بعد المائتين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الخمسمائة]
إما ترينا حفاة لا نعال لنا إنا كذلك ما نخفى وننتعل
على أن "ما" زيدت في موضعين منه، وروي:"إنا كذلك قد نحفى" فتكون زائدة في موضع فقط، وهو مع "إن" الشرطية، فإن "إما" أصله إن ما، واللام الموطئة مقدرة قبل إن، وجملة: إنا كذلك. الخ، جواب القسم المقدر، وهو دليل جواب الشرط، والذي دلنا على أن ههذ الجملة جواب القسم عدم اقترانها بالفاء، ولا يحسن جعلها جواب الشرط بادعاء حذفها، لأن حذفها خاص بالشعر