للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد المائتين]

(٢٨٥) أفد التَّرحل غير أنَّ ركابنا ... لمّا تزل بر حالنا وكأن قد

على أنَّ الفعل بعد "قد" محذوف للدليل، أي: وكأن قد زالت. قال المرادي في "شرح التسهيل": ولم يحفظ هذا الحذف في المضارع. انتهى. ولم يذكر ابن عصفور مثل هذا الحذف من قبيل الضرورة، بل أجاز حذفه في الاختيار، وإنما ذكر من قبيل الضرورة حذف مجزوم "لم" وأجاز في "لما" حذف مجزومها في الاختيار. قياسًا على حذف مدخول "قد" وتبعه المحقق الرضي.

والبيت من قصيدة للنابغة الذبياني وأوَّلها:

أمن آل ميَّة رائح أو مغتدي ... عجلان ذا زاد وغير مزوَّد

زعم البوارح أنَّ رحلتنا غدًا ... وبذّاك خبَّرنا الغراب الأسود

لا مرحبًا بغد ولا أهلًا به ... إن كان تفريق الأحبَّة في غد

أزف التَّرحل غير أنَّ ركابنا ... البيت

قال شارح ديوانه: قوله: أمن آل ميّة، يريد: أرائح أنت من آل ميّة أو مغتد؟ يخاطب نفسه، وليس هذا شكًا منه، ولكنه كالمتثبت، وعجلان: من العجلة. ونصبه على الحال، كما تقول: أنت خارج عاجلًا. وقال ابن الأعرابي وغيره: يريد: أمن آل ميّة تروح بزاد أو بغير زاد؟ والزاد: ما كان من تحية، أو رد سلام. أو وداع. وقال الأصمعي: يقول: تمضي زوّدت أو لم تزود، والواو في معنى أو. والنون من "أمن" متحركة بفتحة همزة آل الملقاة عليها لتحذف لفظًا للتخفيف. وروي: "من آل ميّة" بدون همزة الاستفهام في اللفظ والخطّ، وميّة: كناية عن المتجردة امرأة النعمان بن المنذر ملك الحيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>