قال الدماميني: لا يتعلق قوله: "بآئسة" بلهوت الملفوظ به، للزوم الفصل بالأجنبي وهو المعطوف، وإنما يتعلق بمحذوف، أي: لهوت فيها بآنسة، وهذه الجملة صفة لليلة. انتهى. وجملة "كأنها خط تمثال" صفة آنسة، شبهها بصورة الصنم المنقوشة في حسن المنظر وتناسب الأعضاء. وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد المائتين]
(٢٠٦) ربَّما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات
على أن ربّ فيه للتكثير أيضًا، وأنشده سيبويه وقال: التوكيد ضرورة وزعم يونس أنهم يقولون: ربما تقولن ذاك، وكثر ما تقولن ذاك. انتهى. وقال ابن بري في "شرحه شواهد الإيضاح": كأنه شبه ربما بما النافية تشبيهًا لفظيًا فصار ترفعن، وإن كان موجبًا كأنه منفي وقال: إنما ذلك لأن التقليل يضارع النفي. انتهى. واستشهد به أبو علي على أنه قد وقع الماضي بعد ربما على ما ينبغي في رب قبل كفها، لأنها موضوعة للإخبار عما مضى، قال أبو علي: وهذا موضع التكثير به أولى من التقليل، ومثله:
وإنا لممَّا نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم