للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: تقديره بما لستما له، أي: لأجله، ولم يجز أن تكون ما مصدرية، لأن ليس لا تكون صلة لما المصدرية، لا تقول: ما أحسن ما ليس زيد قائمًا. انتهى. كذا في "تذكرة أبي حيان" فتكون ما نكرة موصوفة أو موصولة اسمية، وأورد الأخفش أبو الحسن المجاشعي هذا البيت في كتاب "المعاياه" وقال: سمعت من خلفٍ جعل الباء في أنتما زائدة، وأضمر في ليس اسمًا، أراد: أليس الأمر أميري أنتما. انتهى. وما أدري ما السبب في جعل اسم ليس ضمير الشأن مع أنه يجوز كونه أميري اسمها، والخبر بأنتما، والباء تزاد في خبر ليس، وجازَ ذلك لتساويهما في الرتبة، فإنَّ المضاف إلى الضمير في رتبة الضمير على أنه يجوز في باب "كان وإنَّ" الإخبار بالأعرف، وقول ابن المنلا: لم يجعل أميري اسم ليس، وبأنتما الخبر، لئلا يقع غير الأعرف مسندًا إليه مع وجود الأعرف - ناشٍ عن غفلة، وجعل الشمني بأنتما فاعل أميري مغنيًا عن الخبر.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الخمسمائة]

قَلَّلما يبرَحُ اللَّبيبُ إلى ما ... يُورِثُ المجدَ داعيًا أو مُجيبًا

على أنَّ "ما" كافة كفت قل عن طلب الفاعل، والقلة في معنى النفي ولهذا اكتفى به في عمل "يبرح" واللبيب: العاقل، اسمها، وداعيًا، خبرها، وإلى: متعلقة به، ومجيبًا: يتعلق به "إلى" أخرى محذوفة، وبعضهم أجاز التنازع في المعمول المتقدم على العاملين، والمعنى: لا يزال العاقل على إحدى هاتين الحالتين، إما أن يدعو إلى ما يورث المجد أو يجيب إليه إذا دُعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>