نعم, قالت: أرى أن ترد عليه ماله وتعفو عنه, وتحبوه, وأفعل مثل ذلك, فإنه لا يغسل هجاءه إلا مدحه, فخرج فقال: إن أمي سعدى التي كنت تهجوها قد أمرت فيك بكذا وكذا, فقال: لا جرم! والله لا مدحت حتى أموت أحدًا غيرك! ففيه يقول:
إلى أوس بن حارثة بن لام ... ليقضي حاجتي في من قضاها
فما وطئ الثرى مثل ابن سعدى ... ولا لبس النعال ولا احتذاها
انتهى كلام المبرد.
وقوله: هنيئًا للمدينة إذ أهلت .. قال جامع ديوانه: أهلت أظهرت ذلك, يقال: أهل الهلال إذا بدا وأبدأ, وتفرج: بالبناء للمفعول, والخطاب, والراء مضمومة, والممحل: الذي أصابه المحل والجدب, يقال: أمحل القوم, أي: أجدبوا, وسنة جماد: لا مطر فيها, وأرض جماد: لم يصبها المطر.
[وأنشد في «أيا» وهو الانشاد السابع عشر]
(١٧) أيا جبلي نعمان بالله خليا ... نسيم الصبا يخلص إلى نسيمها
قال الدماميني: إن قصد المصنف بإنشاد هذا البيت الاستشهاد به على أن «أيا» ترد لنداء البعيد, فقريب, وإن قصد به الرد على الجوهري, وهو الذي يعطيه *** كلامه, فلا وجه له, لأن نداء البعيد في هذا البيت بأيا - على