[وأنشد بعده وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الأربعمائة]
(٤٣٨) ولكن من لم يلق أمرا ينوبه ... بعدته ينزل به وهو أعزلُ
على أنَّ اسم لكن محذوف وهو ضمير الشأن، قال سيبويه في باب مت يأتي آته، قال الأعشي:
إن مَن لام في بني بِنتِ حسا ... نَ ألمْهُ وأعصهِ في الخُطوبِ
وقال أمية بن أبي الصلت: ... ولكنَّ مَن لا يلق أمرًا ينوبه ... . . . . . البيت
فلو أن حقُ اليوم منكم إقامةٌ ... وإن كان سرحٌ قد مضى فتسرعا
فزعم الخليل رحمه الله أنه إنما جازي حيث أضمر الهاء، وأراد أنه كما قال الراعي:
أراد: فلو انه حق، ولم يرد الهاء كان الكلام محالًا. انتهى.
وقال أبو علي في كتاب"الحجة": وقد جاء حذف ضمير القصة، والحديث مع لكنَّ في نحو قول أمية:
ولكن من لا يليق أمرًا ينوبُهُ ... البيت. كما جاء في قوله:
فلو أن حق اليوم منكم إقامةٌ
فولا أن الضمير معه مراد لما دخل على الجزاء. انتهى.
والبيت قد كشفت عنه في ديوان أمية المذكور، فلم أجده فيه، ولعله موجود فه من رواية أخرى، وينوبه: يصيبه من النائبة، والعُدة بالضم: ما يهيئه الإنسان لحوادث الدهر، والباء متعلقة بيلق، والضمير في به لمن، والأعزل: الذي لا سلاح له، يقول: من لم يستعد لما ينوبه من الزمان قبل حلوله، ضعف عند عند نزوله. والكتاب