للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المبرد: دخلت بثينة على عبد الملك بن مروان, فأحد النظر إليها ثم قال: يا بثينة! ما رأى فيك جميل حتى قال فيك ما قال! ؟ قالت: وما رأى الناس منك حتى ولوك الخلافة؟ فضحك, وقضى حاجتها.

[وأنشد بعده, وهو الانشاد الرابع والثلاثون]

(٣٤) أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وأن لا تشعرا أحدا

على أن «أن» فيه, أن الناصبة للمضارع, أهملت حملًا على أختها «ما» عند البصريين, خلافًا للكوفيين في زعمهم أنها المخففة من الثقيلة. أقول: هكذا اشتهروا, والصواب العكس, فإن القول بأنها هي المخففة قول البصريين, والقول بأنها الناصبة الخفيفة وقد أهملت, قول الكوفيين, قال ابن جني في «الخصائص»: سألت أبا علي, رحمه الله تعالى, عنه فقال: هي مخففة من الثقيلة, كأنه قال: أنكما تقرآن, إلا أنه خفف من غير تعويض. وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى, قال: شبه أن بما فلم يعملها كما لا يعمل ما. انتهى.

وأحمد بن يحيى هو ثعلب أحد أئمة الكوفيين, والمحدث هو ابن السراج شيخ أبي علي الفارسي, وزاد في «سر الصناعة»: وهذا مذهب البغداديين, وفي هذا بعد, وذلك أن أن لا تقع إذا وصلت حالًا أبدًا, إنما هي للمضي أو للاستقبال, نحو: سرني أن قام, ويسرني أن تقوم غدًا, ولا تقول: يسرني أن يقوم, وهو في حال القيام, وما إذا وصلت بالفعل وكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا, نحو قولك: ما تقوم حسن, أي: قيامك الذي أنت عليه حسن, فيبعد تشبيه

<<  <  ج: ص:  >  >>