للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنَّ خبر "لا" هذه قد يذكر فلا يحذف، كما هنا، وهو قليل. وتعزّ: فعل أمر، من العزاء، وهو الصّبر. والوزر: الملجأ.

والبيت مشهور في كتب النحو، ولم أقف على قائله، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة]

(٣٩٣) نصرتك إذ لا صاحبٌ غير خاذلٍ ... فبوِّئت حصنًا بالكماة حصينًا

على أنَّ "لا" هنا لا يتعين أن تكون عاملة، بل هي مهملة عمل "ليس" لجواز أن تكون "غير" منصوبة على الاستثناء، ويكون الخبر محذوفًا، تقديره لك، وهذا رد على شراح "التسهيل" في زعمهم أنها عاملة، والخاذل: من خذله؛ إذا لم يعنه، ولم ينصره. وبوئت، بالبناء للمفعول والخطاب؛ أي: أسكنت مثله، من المباءة بالفتح والمدّ، وهو المسكن. يقال: بوَّأه الله منزلًا؛ أي: أسكنه إيَّاه، والباء: متعلّقة بما بعدها، وهو حصين.

وهذا البيت أيضًا لم أقف على قائله مع شهرته في كتب النحو، والله أعلم.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع والتسعون بعد الثلاثمائة:

(٣٩٤) وحلَّت سوادا القلب لا أنا باغيًا ... سواها ولا في حبِّها متراخيا

على أنها عاملة في المعرفة عند ابن جني، وابن الشّجري، قال ابن الشّجري: كتب إليَّ رجل من أماثل كتَّاب العجم يسأل عن هذا البيت: أصحيح إعرابه أم فاسد؟ وذكر أنه لشاعر أصفهاني من أهل هذا العصر، وهو:

يؤلِّل عصلًا لا بناهنَّ هينةً ... ضعافًا ولا أطرافهنَّ نوابيا

رفع بناهن بـ "لا" ونصب هينة بأنه خبرها، وإنما فعل ذلك لنصب القافية؛ لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>