أي: صاحب الماشية، يقال: أمشى الرجل، يقول: سواء سيركم إن سرتم، وإن أقمتم، فأنتم في جدب. وروى الدينوري:"وقال رائدهم سيان سيركم".
وقوله: وكان مثلين .. إلخ، هذا على القياس، قال السكري: أراد أن لا يسرحوا أو تسريح، سواء، ومعنى أن لا يسرحوا: أن لا يراعوا، واسترادت مواشيهم، أي: ترود وتطلب المرعى، أي: فهو جدب رعوا أم لم يرعوا. وقوله: واعصوصبت بكرًا ... إلخ، قال الدينوري: اعصوصبت: اجتمعت من البرد يتقي بعضها ببعض. والبكر بفتحتين: جمع بكرة، وهي الناقة الشابة، والحرجف بتقديم المهملة المفتوحة على الجيم: الريح الباردة اليابسة، والرذيلة: الهزيلة الساقطة، وكذلك المرازيح، وهي التي رزحت فلا حركة لها، ولم يقل السكري في هذا البيت شيئًا. وقوله: ألات الذرى، قال السكري: هي ذوات الأسنمة. فعاصبة، أي: قد عصبت واستدارت لا تبرح، والأقاديح: جمع قداح، أي: تجول القداح بين مناقبها، وهو أن يضرب عليها بالقداح. يقول: يختار منقياتها، أي: سمانها للعقر. وقوله: لا يكرمون ... إلخ، قال السكري: يقول: ينحرون كريمات المخاض - وهي الحوامل - فهي أنفس عندهم إذا نحروها، وعقائلها: كرائمها، أي: أنساهم الجوع، والترزيح: وهي الرازح: التي قد قامت من الهزال وسقطت. انتهى. وترجمة أبي ذؤيب تقدمت في الإنشاد الخامس.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون]
(٩٠) إنَّ بها أكتل أو رزاما ... خويربين ينقفان الهاما