للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرمة مثل حرمة الهدي الذي يهدى إلى البيت الحرام, وقوله: يستباء, أي: تؤخذ امرأته, وكان هذا الرجل قد قامر على أهله وماله فقمر, وأخذت منه امرأته وماله, فيقول: لم أر قومًا أسروا رجلًا له حرمة, وأخذوا امرأته فاتخذوها للنكاح, ويستباء: من الباءة وهي النكاح.

وقوله: والرجل المنادي, أي: الرجل المجالس في الندي والنادي, وهما المجلس, يقال: ندوت الرجل وناديته إذا جالسته, وقوله: أمام الحي, إنما قال هذا لأن مجالسهم كانت أمام الحي, لئلا يسمع النساء كلامهم ويطلعن على تدبيرهم, يقول: من جاور قومًا وم نجالسهم فحقهما وذمتهما واحدة, أي: إن لم يكن هذا الرجل جاركم فله حرمة بمجالسته إياكم, فحقه واجب عليكم كوجوب حق الجارز

ويأتي الكلام إن شاء الله تعالى على محل الشاهد من البيت بعد شاهدين.

وزهير بن أبي سلمى - بضم السين - واسمه ربيعة بن رباح المزني, وكانت محلتهم في بلاد غطفان, فيظن الناس أنهم من غطفان, وهو غلط وزهير أحد الشعراء الثلاثة الفحول: امرئ القيس وزهير والنابغة الذبياني. وكان زهير ينظم القصيدة في شهر, وينقحها ويهذبها في سنة, وكانت قصائد تسمى حوليات زهير.

وقد تتبعنا ما يتعلق بترجمته في حواشينا على «شرح قصيدة بانت سعاد» وذكرنا طرفًا منها في الشاهد الثامن والثلاثين بعد المائة من شواهد الرضي.

[وأنشد بعده, وهو الانشاد الواحد والخمسون]

(٥١) ولست أبالي بعد فقدي مالكًا ... أموتي ناء أم هو الآن واقع

<<  <  ج: ص:  >  >>