بعد النفي، عائد إلى بل العاطفة، لأن غير العاطفة لا تقرّر ما قبلها، بل إما أن تفيد إبطاله، وإما أن تقيد الانتقال منه إلى غرض آخر، فليتأمل.
هذا كلامه، وتأملناه فوجدنا قوله: لأن غير العاطفة لا تقرر ما قبلها، ممنوعًا، لأن ما قبلها إن كان موجبًا كالآيتين أبطلت إيجابه، وإن كان منفيًا، نحو: ما قام زيد بل قعد، كانت لتقرير ما قبلها على حاله، فإذا قلت: ما قام زيد لا بل قعد، كانت لتأكيد التقرير، وإن شئت قلت: لتقرير التأكيد.
وهذا البيت أيضًا لم أظفر بقائله وأصله إلى الآن، يسر الله تعالى ذلك.
والكاف من هجرتك، مكسورة. وزاد: يتعدى إلى مفعولين، أحدهما الياء، وثانيهما شغفًا، وهو مصدر شغفه الحب، كمنعه: أصاب شغافه، والشغاف كسحاب: غلاق القلب أو حجابه أو جنَّته أو سويداؤه. وهجر: فاعل زادني وتراخى: فعل ماض بمعنى تطاول وامتد، وروي بدله: تمادى، بمعناه، والأجل هنا: المدة.
[بيد]
[أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد المائة]
(١٦٨) ولا عيب فيهم غير أنَّ سيوفهم ... بهنَّ فلولٌ من قراع الكتائب
على أن ابن مالك قال: بيد في ذلك الحديث على حد "غير" في هذا البيت. قال الدماميني في "المزج": هذا البيت عند أهل البديع من تأكيد المدح بما يشبه الذم، ووجهه في الحديث: أن الأصل في مطلق الاستثناء الاتصال، فذكر