جئتنا باليّقين والصدَّق والبر ... وفي الصدق واليقين السرور
أذهب الله ضّلّةّ الجهل عّنّا ... وأتانا الرخاء والميسور
في أبيات له. والبور: الضّال الهالك، وهو لفظ للواحد والجمع، كذا في ((الاستيعاب)) لابن عبد البرّ. والزَّبعري: بكسر الزاي، وفتح الموحدة، وسكون العين، وفتح الراء المهملتين، فألف مقصورة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:
(٣٣٤) كلّا أخي وخليلي وأجدى عضدًا
هو صدره وعجزه:
في النّائبات وإلمام الملمّات
على أنَّ التفريق بالعطف ضرورة، وكان القياس أنَّ يقول: أخي وخليلي كلّاهما وأجدى عضدًا. قال ابن مالك في ((التسهيل)) وقد يفرق بالعطف اضطرارًا، قال أبو حيّان في ((شرحه)): يعني: يعطف أحد الشيئين على إلاَّخر بالواو خاصة، فيكون في حكم المثنى، وقد روعي هنا أيضًا لفظها، فإنَّ ((كلّا)) مبتدأ، وواجدي خبره، وهو متعد إلى اثنين أصلهما المبتدأ والخبر، وهو مضاف إلى مفعوله الأول، وعضدًا هو المفعول الثاني، يعني كلّ منهما يجدني عضدًا ومعينًا له، وفي متعلق به، والنائبة: المصيبة، يقال: نابه أمر ينوبه نوبة، أي أصابه، وإلمام: مصدر ألم به: إذا نزل، والملمات: نوازل الدهر وحوادثه، والنازلة والملمة من الصفات الغالبة على حادثة الدهر.
والبيت من قصيدة لأبي الشعر الهلالي وهي:
جدَّ الرحيّل وما قّضَّيت حاجاتي ... ومّا التَّخابر إلاَّ في الملمَّات