إِنّي أَرَى الدَّهْرُ قَدْ عُزَّتْ مَكَاسِبُهُ ... وَالنَّاسُ قَدْ أَصْبَحُواأَوْلَاد علات
إِنَّ الْحَزَازَاتِ يَحِيهَا تَذَكُّرُهَا ... وَفِي التَّقَاضِيشِفَاء لِلْحَزَازَاتِ
مَنَّتْكَ نَفْسكَ أَقِوَامًا وَعُطُفَهُمْ ... لَمَّارَمَيْتِ بِأَحْدَاثِ مُلْحَاتٍ
مَا كَانَ مَا وَعُدَّتُكَ النَّفْسِخَالِيَّةٌ ... إلاَّ عِدَّاتُ غَرُورِ مُضْمَحِلَّاتٍ
وَالدَّهْرُ مؤتنف تَأْتِيَ حوَادِثُهُ ... بِالْيُسْرِ طَوْرًا وبإلاَّقتار تارَاتٍ
تُعَلْمِنُ إِنَّ أَخلَاقَ النَّدَى كَرَّمَ ... وَإِنَّمَا البخل مِنْ لُؤْمِ السَّجِيَّاتِ
وَإِنَّ لِلْجُودِأَحَيَّانَا يَنَالُ بِهِ ... وَإِنَّ لِلْبُخْلِ وإلاَّمساك سَاعَاتٍ
يا نَفْسُ صَبِرًا عَلَى مَا كَانَ مَنُّ حَدَثٍ ... فَكُلُّ مَا هُوَ مَقْضِيٌّ لَنَا آتِي
وَطَنَّتْ لِلصَّبِرِ نَفْسًا طَالَمَا عَزَفْتِ ... عَلَى الْخُطُوبِ مِنَ الدَّهْرِ الْمَمَرَّاتَ
وَلَمْ أَكِنْ عِنْدَ نُوبَاتِ الْغِنَى بطرًا ... وَلَمْ أكن جزعًا عِنْدَ الشَّدِيدَاتِ
كَلَا أَخِي وَخَلِيلِي واجدى عَضُدًا ... فِي النَّائِبَاتِ وَإِلْمَامَ الْمُلِمَّاتِ
لِقَدْ عُلِمَتْ وَخَيْرُالْعِلْمِ إنَّفعه ... إِنّي إِلَى أَجَلْ يَأْتِيَ وَمِيقَاتُ
إِنّي رَهينَةَ يَوْمِ لَسْتَ سَابِقُهُ ... وَالْمَوْتُ أَبْصَرُ مِنْ نَفْسي بِغِرَّاتٍ
نَالَ الثَّرَاءُ رُجَّال بَعْدَ فَاقَتِهِمْ ... فَالْحَمْدُ لله جبَار السّموَاتِ قُوِّمَ مَحَلُّهُمْ دان وَنَصْرَهُمْ ... نَاءَ وَفِي النَّاسِ أَحَيَاءك كأموَاتِ
لَا يَنْعَشُونَ كَرِيمًا عِنْدَ عَثْرَتِهِ ... وَلَا يُطِيقُونَ دفعًا لِلْعَظِيمَاتِ
كالأسد مَا أَلْبَسُوا أَمِنًا وَإِنَّ فَزِعُوا ... طَارُوا بِأَلْبَابِ آم مُسْتَعَارَاتٍ
قَوْمَيٌّ أُولَئِكَ لَا أَبَغْي بِهُمْ بَدَلًا ... قُوَّمُي مَعَادِنِ أحْلَامِ وَسُورَاتٍ
قُوَّمُي هُمْ آفَةُ الْجَيْشِ المنيخ بِهُمْ ... وَعِصْمَةُ المجتدي وَالطَّارِقَ الشَّاتِي
يومان ضِفْنَاهُمَا الأقوام يَوْم نَدًى ... وَيَوْمُ أَلْوِيَةِ تُهْوِيَ وَرايَاتُ
كُلَّ لَهُ سَاسَةُ مِنهَا مُحَافَظَةٌ ... عَلَى الطَّرَائِفِ مِنهَا وَالتَّلِيدَاتِ
وآخرين إذا كَانَتْ مزاحفة ... يَمُشُّونَ فِيالْبيضِ وَالْبيضِ المفاضات
أَيْنَ الَّذِينَ هُمْ يَنُفَّ الْعَدُوُّبِهُمْ ... عَنَا وَيَقْمَعَ حَدُّ الْجَائِرِ الْعَاتِي