جبل أسود عظيم في بلاد طيء إذا أوقدت عليه النار، أبصرت من مسيرة ثلاث، وقيل: هو من أطول جبال أجأ، قال جرير إما فيه أو في غيره:
يا حبذا جبل الريان من جبل ... البيتين
وقوله: هبت جنوبا إلى آخره ... هو من شواهد سيبويه. قال ابن خلف: الشاهد فيه أنه جعل شرقي حوران ظرفا، ولو لم يكن ظرفا لم تكتف به صلة "الي" والصفاة: الصخرة الملساء، وهي هنا موضع بعينه، وحوران: موضع معروف بالشام، وأراد: هبت الريح جنوبا. وجنوبا منصوب على الحال، وإن شئت رفعت جنوبا بهبت، ويجوز أن يكون الضمير في هبت يعود إلى اليمانية في البيت السابق. وترجمة جرير تقدمت في الانشاد الحادي عشر.
[وانشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد السبعمائة]
(٧٩٤) ألا حبذا لوما الحياء وربما ... منحت الهوى ما ليس المتقارب
هو من ابيات لمرادس بن همام الطائي، وقيل: مرادس بن هماس، أوردها أبو تمام في "الحماسة"، وهي:
هويتك حتى كاد يقتلني الهوى ... وزرتك حتى لامني كل صاحب
وحتى رأى مني أدانيك رقة ... إليك ولولا انت ما لان جانبي
ألا حبذا لوما الحياة وربما ... منحت الهوى ما ليس بالمتقارب
بأهلي ظباء من ربيعة عامر ... عذاب الثنايا مشرفات الحقائب