يريد: ولأدع، فحلف الجازم في جميع ذلك، وهو الأمر للضرورة، انتهى.
خاطب الشاعر ابنه بهذا البيت لما سمع أنه يتمني موته، ولم أقف على قائلة، والله أعلم.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الثلاثمائة]
(٣٦٩) محمَّد تفد نفسك كلُّ نفس ... إذا ما خفت من شيءٍ تبالا
على أنَّ لام الأمر محذوفة منه، والأصل لتفد، قال سيبويه: واعلم أنَّ هذه اللام قد يجوز حذفها في الشعر، وتعمل مضره، كأنهم شبهوها ب"أن" إذا أعملوها مضمرة، وقد قال الشاعر: محمد تفد نفسك .. البيت. وإنما أراد لتفد، وقال متمم بن نويرة:
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي .. البيت
أراد: ليبك. انتهى. قال الأعلم: هذا من أقبح الضرورات؛ لأنَّ الجازم أضعف من الجار، وحرف الجر لا يضمر، وقد قيل: إنه مرفوع حذفت لامه ضرورة، واكتفى بالكسرة منها، وهذا أسهل في الضرورة وأقرب. وقال النحاس: سمعت علي بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يزيد ينشد هذا البيت ويلحّن قائله، وقال: أنشده الكوفيون، ولا يعرف قائله ولا يحتج به، ولا يجوز مثله في شعر ولا غيره؛ لأنَّ الجازم لا يضمر، ولو جاز هذا لجاز يقم زيد، بمعنى: ليقم،