للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يقوم بأمر قومه، والحارث هو الحارث بن أميّة الأصغر الذي يقال له: ابن عبلة ابن عبد شمس الشاعر الجاهلي، ومن ولده عبد الله بن الحارث، أدرك معاوية شيخًا كبيرًا، وورث دار عبد شمس بمكة، لأنه كان أقعدهم، فحج معاوية في مدته، فدخل ينظر إلى الدّار، فخرج إليه بمحجن ليضربه، وقال: لا أشبع الله بطنك أما تكفيك الخلافة حتى تجئ فتطلب الدار؟ ! فخرج معاوية وهو يضحك. كذا في "جمهرة الأنساب".

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الثلاثمائة]

(٣١٢) كأنِّي بك تنحطُّ

تمامه:

إلى اللَّحد وتنغط

وقد أسلمك الرَّهط إلى أضيق من سم

على أنَّ "كأنَّ" فيه للتقريب، وأن أصله عند المطرزي: كأني أبصرك تنحط -فحذف الفعل، وزيدت الباء. أمّا الثاني فقد نسب إلى المطرزي ما لم يقله، وهو في هذا تابع لابن عمرون كما سيأتي. وهذه عبارة المطرزي في "شرح مقامات الحريري" قال: قوله:

كأني بك تنحط أي: كأني أبصرك، إلَّا أنه ترك الفعل لدلالة الحال، وكثرة الاستعمال، ومعناه: أعرف لما أشاهد من حالك اليوم كيف يكون حالك غدًا، كأني أنظر إليك وأنت على تلك الحال. ومثله: من لي بكذا؟ يعنون: من يكفل لي به، وله نظائر. انتهى. والباء عند وصلة للفعل المحذوف ودالَّة عليه، والفعل المحذوف هو مضارع بصرت بالشيء -بالضم والكسر- بصرًا بفتحتين، أي: علمت، فأنا بصير به، ويتعدى بالباء في اللغة الفصحى. كذا في "المصباح". وقد ذهب المحقق الرضي إلى هذا فقال: الأولى أن نقول ببقاء كأنّ على معنى التشبيه، ولا نحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>