للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: تحييهم بيض الولائد، هو فعل مضارع من حية تحية، وبيض: جمع بيضاء وهي الحسناء، والولائد: جمع وليدة وهي الخادمة، يريد أنهم أهل نعمة تخدمهم الإماء الفواره، والإضريج: الخز الأحمر، وقوله: فوق المشاجب، يريد أن ثيابهم مصونة، وهو جمع مشجب، بكسر الميم وفتح الجيم، وفي "القاموس" شجاب ككتاب: خشبات منصوبة توضع عليها الثياب كالمشجب.

وقوله: يصونون أجسادًا طويلًا، وروي: "قديمًا" يقول: إن أردان هذه الثياب خالصة من لون واحد، خضر المناكب، وهو لبس يلبسه أهل الشام، وقال الأصمعي: هو ثوب كانوا يتخذونه مخملًا أخضر المنكبين، وسائره أبيض؛ لأنهم كانوا أصحاب شعور، ويقال لكل أبيض شديد البياض: خالص.

وقوله: ولا يحسبون الخير، يقول: لهم عقول وآداب تدل على أن الدنيا لا تدوم على حال واحدة، لابد من فرح وحزن، وشدة وسرور، ولازب: ثابت.

وقوله: حبوت بها من حباه: أعطاه بلا جزاء، ولا من، يقول: حبوت بهذه القصيدة غسان، إذ كنت لاحقًا بقوم، يعني غسان الذين مدحهم، قصد إليهم، فكانوا أحق من مدح، وقوله: إذ أعيت على مذاهبي، كأنه كان هاربًا حين قالها، قاله شارحه.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الخمسمائة]

(٥٢٦) وَذلِكَ مِنْ نَبَأٍ جَاءَني ... وَخُبِّرْتُهُ عَنْ أَبي الْأَسْوَدِ

على أن من فيه للتعليل، وقبله وهو أول القصيدة:

تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بِالأَثْمُدِ ... وَنَامَ الخَلِيُّ وَلَمْ تَرْقُدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>