للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتشعون بعد الأربعمائة]

ألَا تَسْأَلَانِ المرءَ مَاذَا يُحَاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقضَى أمْ ضَلَالٌ وَبَاطِلُ

على أنَّ ما استفهامية مبتدأ، وذا، اسم موصول، خبره، ويحاول: صلته، وهذا مذهب سيبويه في البيت، قال في "الكتاب" أما إجراؤهم "ذا" بمنزلة الذي، فهو قولهم: ماذا رأيت؟ فيقول: متاع حسن، وقال لبيد:

ألاّ تسألانيِ المَرْءَ ماذا يحاوِلُ ... البيت.

قال الأعلم: التقدير ما الذي يحاول، فما: مبتدأ، وذا: خبره، ويحاول: صلة ذا، كأنه قال: أي شيء الذي يحاوله، بدليل قوله: أنحب، ولو كان ذا مع ما كشيء واحد، لكان ماذا منصوبًا بيحاول، وكان مفسره الذي هو نحب منصوبًا، لأنه استفهام مفسر للاستفهام الأول، فهو على إعرابه، ولوجب أن يقال: أنحبًا فيقضي أم ضلالًا وباطلًا. انتهى. وكذا مذهب أبي علي في "الحجة" قال عند قوله تعالى: (قُلِ الْعَفْوَ) [٢١٩] من سورة البقرة كأنه لما قال: ما الذي يحاوله أبدل بعدُ؛ فقال: أنحب، أي: الذي يحاوله نحب فيقضى، أم ضلال وباطل، فقوله: فيُقضى في موضع نصب على أنّه جواب الاستفهام، وليس بمعطوف على ما في الصلة، ولو كان كذلك لكان رفعًا، ومثله في "إيضاح الشعر" قال: كأنّه قال: ما الذي يحاوله، آلذي يحاوله نحب أم ضلال؟ ولو كان ذا مع "ما" في

<<  <  ج: ص:  >  >>