الغريم بالحق الذي عليه، يريد أن حسان لا يدافع، ولا يماطل عدماً، يقال: الليان بفتح اللام وكسرها والكسر أقيس، إذ ليس في المصادر فعلان، بفتح الفاء، إلا "الليان" و "الشنآن" فيمن سكن النون، وهما نادران، وقيل: الليان: الذي يلوي بالحق، يريد أنه من صفة الفاعل، وقوله: يحسن بيع الأصل، أي: هو بصير بأصول الأمتعة، عارف بها، لا يطمع في غلطه وخديعته، والقيان: جمع قينة، وهي الأمة مغنية كانت أم غير مغنية، سميت بذلك، لأنها تصلح في شأن أهلها، ويتزين بها، يعني أنه: بصير ببيع الأمتعة والرقيق. انتهى.
وأنشد بعده:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثالث والثلاثين بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرين بعد السبعمائة]
(٧٢٤) ما الحازم الشهم مقداماً ولا بطلٍ ... إن لم يكن للهوى بالحق غلابا
على أنه عطف بطل بالجر على مقدام المنصوب على توهم أنه مجرور بالباء الزائدة بعد ما النافية كالبيت السابق، فإن "سابقاً" عطف بالجر على "مدرك" المنصوب على توهم زيادة الباء على مدرك الواقع بعد النفي وهو ليس، والحازم من الحزم، وهو ضبط الأمور، والشهم، بالشين المعجمة: الجلد الذكي الفؤاد، والمقدام: الجريء الذي يقدم على الشيء المخوف منه من غير أن يهابه، والبطل الشجاع، وفي معنى هذا البيت قول ابن الوردي في لاميته:
ليس من يقطع طرقاً بطلاً ... إنما من يتقي الله البطل