قال ابن خلف: هذا الرجز لزياد العنبري كذا قال أبو علي، ونسب في "الفرخ" لرؤبة، والشاهد نصب الليانا بإضمار فعل، ولم يعطفه على الإفلاس، كأنه قال: وأخاف الليان، وكذلك قوله: يحسن بيع الأصل والقيانا. والقيان: منصوب بإضمار فعل، كأنه قال: ويبيع القيان. انتهى.
وفيه رد على الأعلم، فإنه جعله من باب العطف على الموضع، قال: الشاهد فيه نصب الليان، والقيان حملاً على مخعنى الأول، والتقدير: داينت بها من أجل أن خفت الإفلاس، والليان، ويحسن أن يبيع الأصل والقيان، ثم قال ابن خلف: ويجوز أن ينصب الليان على المفعول له، ويكون معطوفاً على مخافة. انتهى. وفيه أن فاعل الليان غير فاعل المخافة، فلا يصح أن يكون مفعولاً له، وقد تنبه له المصنف فرده، ولو جعله مفعولاً له بتقدير اللام المحذوفة كما قال الأعلم، لصح ما قاله، وخرجه أبو علي في كتاب "الإيضاح" على باب العطف على الموضع. قال ابن بري في شرح أبياته: المخافة: مصدر مضاف للمفعول محذوف الفاعل، والليان: معطوف على موضع المفعول، أي: لأن خفت الإفلاس والليان، ثم جوز أن يكون معطوفاً على مخافة بتقدير المضاف، وأن يكون مفعولاً معه. قال أبو حيان في "تذكرته": الليان: معطوف على موضع الإفلاس، لأن موضعه نصب، لهذا ذهب الفارسي، والفراس، والكوفيون، وأكثر نحاة البصرة. وسيبويه يضمر، كأنه قال: وخفت الليان، وفي قوله: قد كنت داينت رد على من زعم أن "كان" لا يخبر عنها بالماضي، قال ابن خلف: ومعنى داينت: بعت بدين، يقال منه: داينت الرجل أداينه مداينة: إذا بعته بنسيئة، يعني أنه باع حسان بنسيئة، لأنه ثقة في نفسه. وقوله: مخافة الإفلاس، أي: مخافة الإفلاس من أداينه من الناس من غير حسان، يزعم أن حسان لا يخشى منه أن يقول: أفلست، لأنه موسر وماله ظاهر، يقال أفلس الرجل: إذا صار ذا فلوس بعد الدراهم، وفلس: صار عديماً، والليان: المطل والمدافعة من