ومهما تكن عند امريء من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وتقدَّم شرحه في الإنشاد الثلاثين بعد الخمسمائة. قال أبو حيّان: وذهب أبو زيد السهيلي إلى أنَّ "مهما" تكون اسمًا، وتكون حرفًا، فإذا عاد عليها الضمير كانت اسمًا، وإن لم يعد عليها ضمير كانت حرفًا، واستدل على حرفيتها بقول زهير، ووجه استدلاله أنه أعرب "مهما" حرف شرط بمعنى إن، و"مِنْ خليقة" اسم تكن، ومن زائدة، وإليه ذهب أبو محمد بن السيد، ولا حجة فيه، لأنه يمكن أن يكون في تكن ضمير مهما، وأنثه حملًا على المعنى، لأنها واقعة على الخليقة، و"عند امرئ" في موضع الخبر، ومن خليقة: تفسير، ويلزم على قول السهيلي: أن تزاد "من" في الواجب، وهو مذهب ضعيف، والصحيح اسميتُها، ولا توجدُ في كلامهم إلا مبتدأة عائدًا عليها ضمير، أو مفرغًا لها العامل، فتكون معمُولة له نحو:
مهما تصب أفقًا من بارق تشم
فمهما: مفعول مقدم لتصب، وأفقًا: منصوبٌ على الظرف. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الخمسمائة]
قد أوبيت كل ماء فهي صاوية ... مهما تصب أفقًا من بارق تشم
على أن السهيلي استدل به على حرفية مهما، ورده المصنف، وقد تكلمنا