[وأنشد بعده, وهو الانشاد الخامس والستون]
(٦٥) من القوم الرسول الله منهم ... لهم دانت رقاب بني معد
قال أبوحيان: يريد: الذين رسول الله, صلى الله تعالى عليه وسلم, منهم.
ومن النحويين من جعل أل زائدة في قوله: الرسول, لا موصولة, ولا يعلم ورود أل داخلة على الجملة الاسمية إلا في البيت, انتهى.
وقد منع الدماميني الزيادة, قال في «المزج»: لا يقال: يحتمل كون أل هنا زائدة, فتكون الجملة في محل جر صفة للقوم, لأن أل فيه جنسية, فمدخولها نكرة في المعنى, أو في محل نصب على الخال نظرًا إلى صورة التعريف, لأنا تقول: القوم الذين رسول الله, صلى الله تعالى عليه وسلم, منهم معينون معهودون, فالظاهر فيه إرادة العهد, والأصل عدم الزيادة, فالظاهر أنها موصولة كما قال المصنف. انتهى.
وقال ابن عصفور في كتاب «الضرائر»: وأما الألف واللام في قول الآخر:
من القوم الرسول الله منهم ... البيت
يريد: الذين رسول الله, صلى الله تعالى عليه وسلم, منهم, فالأظهر أن تكون مبقاة من الذين, لأنه وصلها بالجملة الاسمية, ولم يدخلها على اسم الفاعل ولا على ما أشبهه. انتهى. وأراد بالقوم هنا: بني هاشم أو قريشًا, ودانت: خضعت وأطاعت, ومعد: أبو العرب, وهو ابن عدنان. والعرب جميعًا فرقتان, إحداهما: فحطان, وهو أبو عرب اليمن. وثانيهما: عدنان وهو أبو عرب الحجاز وما والاها, وهم غير عرب اليمن.
ورأيت البيت في كتاب «مسائل الخلاف» لابن الأنباري كذا:
بل القوم الرسول الله منهم ... هم أهل الحكومة من قصي