الدينوري: يقال: بقل المكان، وقال بعض الرواة: أبقلت الأرض، وأبقلها الله، وبقل وجه الغلام: إذا خرج شعر عارضه، وقال بعض علماء العربية: أبقل المكان، ثم يقولون: مكان باقل، قال: ولا نعلمهم يقولون: بقل المكان، ومثله قولهم: أورست الأرض، ونبت وارس، ولا يقولون غيرها. وقال أيضا: أعشب البلد، ثم قالوا: بلد عاشب، وكذا قال أبو عبيد والأصمعي، وتبعها ابن السكيت وغيره قالوا: يقال: بلد عاشب، ولا يقال إلا "أعشب" وكذا، أورس وأبقل، قال الدينوري وتبعه علي بن حمزة البصري في كتاب "التنبيهات": وقد جاء عن العرب ما يرد عليهم، ورد في أشعارهم: مبقل ومعشب ومورس. قال الجواليقي في كتاب "ما تلحن فيه العامة": تذهب العامة إلى أن البقل ما يأكله الناس خاصة دون البهائم من النبات الذي لا يحتاج في أكله إلى طبخ، وليس كذلك، إنما البقل العشب، وما ينبت الربيع مما يأكله البهائم والناس.
ونسب البيت شراح شوهد سيبويه إلى عامر بن جوين الطائي، وهو شاعر فارس جاهلي، وقد بسطنا الكلام على هذا البيت في الشاهد الثاني من أول شاهد الرضي. وتقدمت ترجمته في الإنشاد التاسع والأربعين بعد الثمانمائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الثمانمائة]
(٨٩١) صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا هما أول أبيات للفند الزماني أوردها أبو تمام في أول "الحماسة"، والصفح: