مضبوطة ومعدودة، وقد شرحها جماعة من أكابر العلماء، ولم أر من أدرجه فيها.
وتجنحون: تميلون. والسلم، بكسر السّين وفتحها: الصّلح، وثئرت، بالبناء للمفعول، وقتلاكم: نائب الفاعل، من ثأرت القتيل إذا طلبت دمه وقتلت قاتله، والثأر مهموز، والهيجاء بالمدّ وتقصر: الحرب، وتضطرم: تلتهب، والجملتان: حالان من الواو في تجنحون، وكي للاستفهام الإنكاري التعجبي، وأتعجب من حسن قول العيني: الشاهد في كي، فإنه بمعنى كيف، وهو اسم لا شكّ فيه، لدخول حرف الجار عليه. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الثلاثمائة]
(٣٠١) إذا أنت لم تنفع فضرَّ فإنَّما ... يرجَّى الفتى كيما يضرُّ وينفع
على أنَّ كي فيه جارَّة بمعنى اللّام، وما مصدرية، وقيل: كافة. وقد أجاز الوجهين في "ما" أبو علي في "التذكرة القصرية" وقال أيضًا في "البغداديات" عند الكلام على قول الشاعر:
كيما تغدي القَوْمَ من شوائه
يجوز أن تكون ما زائدة، والفعل منصوب بإضمار أن، إلَّا أنه ترك على الإسكان، وذلك مما يستحسن في الضرورات. ويجوز أن تكون "ما" بمعنى المصدر في موضع جرّ بكي، وتغدي صلته، ونظير ذلك قول الآخر، أنشده أبو الحسن: إذا أنت لم تنفع .. البيت. كأنه قال: للضرّ والنّفع، ويحتمل عندي أن تكون ما كافة لكي، كما كانت كافة لربّ. انتهى. ونقل ابن مالك في "شرح الكافية"، عن أبي الحسن هذا أنه قال: جعل الشاعر "ما" اسمًا، وينفع ويضر من صلته، وأوقع عليه كي بمنزلة اللَّام. انتهى. ونقله ناظر الجيش وأقرّه، فهذه ثلاثة أقوال.